الإنترنت المصرفي حسابات الفوائد موقعنا

العمل المؤسسي

العمل المؤسسي
عبده أحمد الصياد| 01 Mar 2023
إن عصرنا اليوم هو عصر المؤسسات فالعمل المؤسسي ليس إختياراً في عالم اليوم بل هو ضرورة لبقاء المنظمات والحفاظ على موقعها التنافسي وقدرتها على الصمود والتوسع والإزدهار ولقد تناول العديد من المفكرين والعلماء موضوع العمل المؤسسي أو البناء المؤسسي أو تحت أي مسميات مشابهة وطرحوا العديد من النماذج الحديثة لقواعد العمل المؤسسي والقيادات الواعية هي من سوف تستفيد من التوجهات الادارية الحديثة وتوظفها لتبني نظاما مؤسسياً يجعل منظماتها قائمة على أسس صحيحة. فالمنظمة كأي بناء لا يقوم الا إذا أرتكز على قواعد وأسس متينة وكلما كانت هذه القواعد قوية كلما كان البناء قوياً ويؤدي ذلك إلى إمكانية الارتفاع والارتقاء طبقة بعد اخرى فاذا كانت هذه النظرية تنطبق على تشييد المباني والجسور والطرقات وغيرها فإنها تنطبق كذلك على بناء المؤسسات والمنظمات ويمكن إبراز قواعد وأركان العمل المؤسسي في سبعة عناصر رئيسية حسب الشكل التالي: إن المجال لا يتسع للخوض بشكل تفصيلي لقواعد العمل المؤسسي المحددة اعلاه وسوف نستعرضها بشكل ملخص على النحو التالي: الثقافة المؤسسية: وهي مزيج من القيم والمبادئ والسلوكيات التي يلتزم بها العاملين ومنها قيم التجديد والاتقان والالتزام بأخلاقيات المهنة والعمل بروح الفريق الواحد والتفاني في العمل وتعتبر الثقافة هي هوية المنظمة وتمثل دليل ومرشد للادارة والموظفين

التخطيط الإستراتيجي :- ويقصد به التحليل البيئي لدراسة وتقييم البيئة الخارجية والداخلية وتحديد الاتجاه الاستراتيجي للمنظمة والمتمثل بـ(الرؤية ،الرسالة ،القيم والغايات والأهداف الاستراتيجية) على ان يتم تصميم الأهداف الاستراتيجية في عدة ابعاد تشمل البعد المالي وبعد العملاء وبعد الخدمات والمنتجات وبعد التطوير الاداري ومن ثم صياغة الاستراتيجيات لتحديد المسارات والتي من خلالها تعمل المنظمة على تحقيق اهدافها وتشمل هذه الاستراتيجيات استراتيجية المنظمة والتي تحدد مجالات الاعمال التي يجب على المنظمة ان تمارس نشاطها فيها و تخصيص وتوزيع مواردها على هذه المجالات واستخدامها بشكل أمثل وكذا صياغة استراتيجية الأعمال والتي تركز على تحسين الوضع التنافسي للمنظمة وإيجاد مزايا تنافسية لمنتجاتها بالإضافة إلى صياغة الاستراتيجية الوظيفية التي تهتم بتحسين فاعليات الوظائف الاساسية للمنظمة على مستوى كل وظيفة للمساعدة في تنفيذ استراتيجية المنظمة واستراتيجية قطاع الاعمال عن طريق وضع البرامج وتنفيذها. الهيكلية:- وهي الهياكل والعلاقات التنظيمية التي توضح أدوار ومسؤوليات ومهام كل شخص في المنظمة وتحديد التسلسل الهرمي الوظيفي بينها في ضوء تقسيم أعمال المنظمة إلى وحدات اداريه وتحديد انواع الوظائف اللازمة لكل وحده ادارية وإعداد التوصيف الوظيفي لها وإغنائها وإثرائها بعدد أوسع من المهام والمسؤوليات وكل ذلك يؤدي الى السرعة والمرونة وتبسيط إنجاز الاعمال والانسجام بين العاملين وسهولة التواصل بينهم . النظم:- وهي حزمة من الانظمة وضوابط العمل ومن أهمها النظام المالي والنظام التكنولوجي ونظام الارشفة وتخزين الوثائق كما تشمل النظام الاساسي للمنظمة واللوائح والسياسات. ..الخ إن وجود هذه، المنظومة يؤدي الى الحفاظ على المسار الصحيح للعمل وتمثل مرشدة لاتخاذ القرارات ومرجعية في حالة الخلافات بين الاطراف ذوي العلاقة بالمنظمة. الموارد البشرية:- وتعني النظر إلى العنصر البشري بكافة مستوياتهم بأنهم المورد الأغلى والأهم وهم رأس المال والقيمة الاقتصادية الحقيقية للمنظمة وتتولد هذه القيمة من خلال حسن اختيار العاملين وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم وإلحاقهم ببرامج تدريب نوعية وتنمية إدارية وإيجاد هيكل راتبي منافس وأنظمة ترقيات وحوافز ومزايا تجعلهم أن يصبحوا اكثر كفاءهً ومهارةً وإنتاجاً وابداعاً و ابتكاراً. القيادة:- وهو توفر الانماط القيادية التي تتمتع بالسمات والمهارات بالشكل الذي يجعلها قادرة على ممارسة أساليب قيادية متنوعة للتكيف مع متطلبات المواقف المختلفة والتعامل مع المشاكل والأزمات والتأثير على العاملين ومد جسور الصداقة والاحترام والتشاور معهم وإلهامهم لإنجاز الاهداف الاستراتيجية وإحداث التغيير المنشود والاهتمام المستمر بصناعة وإعداد القادة المستقبليين وتخطيط التعاقب للمناصب القيادية لضمان استدامة الاعمال والثقة في استمرار نشاط المنظمة ونموها . تقييم الاداء:- وهي المعايير والمؤشرات المالية وغير المالية التي من خلالها يتم قياس وتقويم مستوى انجاز أهداف المنظمة ومستوى نجاحها وإعطاء اطراف المنظمة صورة واضحة وشاملة لأداء منظمتهم سوء على مستوى المنظمة ككل أو الادارات والأقسام وفرق العمل والافراد فيها ثم على ضوئه تتخذ القرارات المناسبة لتحسين الأداء بكفاءة وفاعلية . ويتضح من خلال استعراضنا اعلاه الأهمية البالغة للعمل المؤسسي لأنه يتبنى أسلوب العمل الجماعي ويحقق التعاون والتكامل في العمل معاُ وينقل العمل من العشوائية الى التخطيط ومن محدودية الموارد، إلى تعددية الموارد ومن التأثير المحدود إلى التأثير الواسع ومن أبرز فوائده أنه يدعم المنظمات بأفضل الموارد البشرية ويؤكد على جاهزيتها في تقديم القيادات البديلة ويضمن استمرار العمل وعدم تأثره بتغير القيادات ويحافظ على الإستقرار المالي والاداري للمنظمات ويضمن ممارسة الإدارة الرشيدة وعدم تفرد القيادات باتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالمنظمة كما يضمن بأن هذه القيادات ستجتهد لأختيار أفضل الأساليب للاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق أعلى الارباح وتقديم أفضل الخدمات. ان ثمار العمل المؤسسي كثيرة جدا وغني عن القول بأنه يبني المنظمات لتبقى قائمة وشامخة ويبني مجتمع المؤسسات وفي مجتمع المؤسسات تقوم دولة المؤسسات.